كتب: محمد أبوزيد
قبل يومين كشف حزب الله عن مسيرته الأخطر والأدق الهدهد، ونشر الحزب مقطع فيديو للمسيرة وهي تتجول بكل أريحية في عدة مدن بشمال إسرائيل، ومنها حيفا وتصور مناطق عسكرية حساسة قد تكون الوجهة المقبلة صواريخ حزب الله في حال تحول الحزب من جبهة مساندة إلى طرف أول في المعركة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
نشر الفيديو أصاب الإسرائيليين بصدمة وارتباك وهلع غير عادي، وبدأت الصحف ووسائل الإعلام العبرية تنقل تصريحات عن مسئولين صهاينة تفيد بأن الحساب قد اقترب مع حزب الله، وأن الموعد قريب جدا.
اغتيال حسن نصر الله
بالأمس ألقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أقوى وأخطر خطاب له منذ بداية الحرب، وتحدث بكل ثقة عن تصوير مئات الساعات لأهداف عسكرية إسرائيلية عبر مسيرة الهدهد وكشف عن قدرات عسكرية و استخباراتية غير عادية للحرب، وهو ما ضاعف الغضب والارتباك والخوف داخل إسرائيل.
وبدأ الحديث يتناثر عن خطة إسرائيلية لاغتيال نصر الله، وذكرت صحيفة إسرائيلية أن “إيران حذرت “حزب الله” من احتمالية أن تقوم إسرائيل باغتيال أمينه العام حسن نصر الله”.
وقال تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “مبعوثاً إيرانياً وصل بيروت فور اغتيال قائد وحدة “ناصر” التابعة لحزب الله في جنوب لبنان طالب سامي عبدالله، والتقى مقربين من نصر الله في غرفة مغلقة لإبلاغهم بقلق إيران من أن إسرائيل تستهدف نصر الله نفسه”.
ووفق الصحيفة، فإنه “طالما كان مفهومًا أن “حزب الله” يعتقد أن إسرائيل لا تنوي القضاء على نصرالله، على مدار 32 عاماً من قيادته للحزب”.
وقالت “يديعوت أحرونوت” إن “الموساد يعرف على ما يبدو الموقع الدقيق لنصر الله في جميع الأوقات حتى لو غيّر أماكن تواجده، وحتى نصر الله نفسه يعرف أن إسرائيل يمكن أن تصل إليه ولكنها تحجم عن ذلك”، وفق التقرير.
وعلى الرغم من تشديد الأمن حوله، قال رئيس الموساد السابق يوسي كوهين أخيراً: “نحن نعرف الموقع الدقيق للأمين العام لحزب الله، ويمكننا القضاء عليه في أي لحظة”.
وأضاف: “إذا تم اتخاذ قرار بتصفية الحسابات مع نصر الله، يمكن لإسرائيل أن تفعل ذلك في أي وقت"
هل تستطيع تل أبيب فعلها؟
وبعيدا عن الحسابات الدولية والخوف من رد الفعل الإيراني والضغوط التي تمارس على دولة الاحتلال لمنع انجرار المنطقة لحرب شاملة، فمثل هذه الخطوة في حال قدرة إسرائيل عاي القيام بها يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية شاملة، وبعيد عن التحذيرات الفرنسية الصارمة في هذا الشأن، وكذلك التحذيرات الأمريكية، هل تعرف إسرائيل مكان الشيخ حسن نصر الله بالفعل، وهل يمكنها اغتياله؟؟
طرحنا هذا السؤال على أستاذ العلوم السياسية والبرلماني السابق ورئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية ومقرها بيروت الدكتور جمال زهران الذي سجل تحفظه في البداية على السؤال، وبعدها أجاب قائلا: من المستحيل أن تعرف إسرائيل مكان السيد حسن نصر الله، وكل ما يشاع حول أنها تعرف مكانه بدقة شديدة هو ذر للرماد، ومحاولة اصطناع بطولة مخابراتية وهمية.
وأضاف زهران في تصريحات للمصير: من الناحية الفعلية وعلى أرض الواقع ومن الناحية المخابراتية ومع استخدام كل وسائل التجسس وطائرات الاستطلاع والمسيرات التي تملأ جنوب لبنان، لا يمكن لإسرائيل أن تعرف مكان حسن نصر الله، فالإجراءات الأمنية المحيطة بتحركاته ومكان تواجده في غاية السرية والكتمان.
وتابع: إسرائيل تغتال فقط القادة الميدانيين المتواجدين في المعركة والموجودين فوق الأرض، أما القادة الذين يخططون للمعركة ويديرونها من خنادق سرية وأماكن لا يعرفها أحد على الإطلاق لا يمكن لإسرائيل ولا عملائها معرفتها.
وتهكم زهران من التصريحات الإسرائيليية حول معرفتهم مكان نصر الله وقدرتهم على اغتياله قائلا: إذا كانوا بكل جيشهم وكل وسائل التصنت التجسس في العالم وبمساعدة طائرات تجسس من كل الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا لم يستطيعوا أن يصلوا لمكان يحيى السنوار ولا محمد ضيف ولا الأسرى فهل يستطيعون الوصول لحسن نصر الله؟
وأضاف زهران في تصريحاته للمصير: مساحة جنوب لبنان تعادل مساحة غزة ثلاث مرات تقريبا، فهل يمكن لمن فشل في 360 كم 2 أن ينجح في 1000كم 2 هي مساحة الجنوب، كما أن التجهيزات العسكرية والاستخباراتية واللوجيستية لحزب الله تفوق المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها أضعاف مضاعفة.
واختتم زهران تصريحاته قائلا: هناك من يرى أن المعركة الأخيرة مع الكيان الصهيوني لم تبدأ بعد وأنا أرى أنها بدأت وأن حسن نصر الله هو من سيقود جنوب لبنان ومحور المقاومة لعملية نصر شاملة عاي الكيان الصهيوني، فهو صلاح الدين في ثوبه الجديد